Saturday 13 March 2010

أهلاً وسهلاً بالضيف الكريم

أهلاً وسهلاً بالضيف الكريم، أهلاً بكم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بلدة اليمونة.
مفردات وخصال ورثناها عن الآباء والأجداد، إرث رسم سلوكيات الكرم والضيافة والانفتاح على الآخر ونصرته والوقوف الى جانبه في السراء والضراء دون الالتفات الى مصلحة آنية او شخصية، هذا ما تخلّق به أهل هذه البلدة الطيبة.
كذلك ورثنا هذه الأرض المباركة التي شكلت أكبر بركة طبيعية في لبنان، والتي عمل الأجداد على استصلاحها فأفنوا ردحاً من سنيّ حياتهم، بكد الزنود وعرق الجباه مستعينين بأدوات ووسائل تقليدية منذ العام 1936.
هذه الأرض التي وضعتم فيها أمس يا فخامة الرئيس حجر أساس إقامة سد عليها، هي الأرض عينها التي أعطي شاغلوها ما سمي تعويضا قدر يومها بمليون ليرة لبنانية للألف متر بحجة انها أملاك دولة رغم وجود سند عقاري مع احد السكان بحصته. وما ينطبق عليه ينطبق على الآخرين. في حين انه في أماكن اخرى اعطي اضعاف هذا المبلغ. وهنا تستحضرني التعويضات بالملايين التي لا تحصى والتي دفعت وما تزال تدفع في وزارة المهجرين، وفي وادي الذهب (وادي أبو جميل) والتي تقتطع من أقوات أبنائنا.
فالمنطق الكوني يقول: «الأرزاق والأملاك المشاع حق لمن يعمل لها. وأهلنا ونحن ورثتهم، اصحاب حقوق في هذا المشروع الذي اغتصب جزء منه في سوق التكاذب والخداع والمصالح السياسية والانتخابية الشخصية. ولا ننسى المخالفات القانونية التي ارتكبت في متابعة الملف، حيث أقّر المشروع وبوشر بتنفيذه على الرغم من عدم توقيع كافة الأهالي المعنيين لرفضهم قيمة التعويض ولوجود اخطاء في المسح.
والسؤال الذي يطرح نفسه: «هل مبلغ المليون ليرة لبنانية كاف لتسجيل عقار في الدوائر الرسمية، او لاستصلاح مساحة موازية لإعادة غرس الأشجار. الواقع يقول ان المزارع يحتاج لعشرة اضعاف هذا المبلغ.
انه امر معيب ان تعتمد الدولة سياسة التمييز بين أبنائها أولاد ست وأولاد جارية، لأنها المسؤولة عن تنميتهم والكافلة لحقوقهم. ويكرس السلوك العمل بالباطل وترك الحق، ويتنافى مع أسس ودستور قيام الدولة العادلة والقادرة، وهذا ما تسعون فخامة الرئيس لتحقيقه.
وإنسان هذه الأرض طيب لا يلام في تفكيره وهو، ودون تأويل يرى سرقة الماء بعد سرقة الأرض وسرقة اسم الشلال.
لكن، هذا لا يعني اننا ضد إنجاز المشروع الذي سيروي عطش جيراننا وإخواننا في الإنسانية وأراضيهم. لأننا أولاد «أصول وكرم وحميّة» وجل ما نصبو إليه معالجة الغبن والضيم الذي قد يلحق بأهلنا في حال لم تراع بعض حاجاتنا الملحة. لذلك نتمنى عليكم وبكل محبة:
ـ اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية تحسبا لسلبيات المشروع ان على مستوى بيئة البلدة او على مستوى التأثيرات على السكان. ومنها:
أ ـ الصقيع والجليد الذي سيصيب الأشجار المثمرة في فصل الربيع.
ب ـ الأمراض والأوبئة التي ستنتج عن تجمع المياه صيفا.
ج ـ حرمان أهل البلدة من المياه اللازمة لري أراضيهم.
وهنا نلفت عنايتكم الى بعض النقاط التي نأمل ان تحظى باهتمامكم ورعايتكم وأهمها:
أ ـ دعم المزارعين في كافة المجالات.
ب ـ الإعفاء من رسوم مياه الشفة والتيار الكهربائي.
ج ـ تسجيل الأراضي المتبقية باسم شاغليها مجاناً.
د ـ تقديم تسهيلات القروض والمشاريع الزراعية ومنها استصلاح الأراضي.
هـ ـ شق الطرقات وإنشاء قنوات الري.
و ـ التأكد من اعطاء اصحاب الحقوق حقوقها (التفويض وحجة المسح) لأنكم في موقعكم رمز الوحدة الوطنية، والساهر على تطبيق القوانين بعدالة ومساواة، وحامي الحدود والحقوق، والملاذ الأخير المتبقي لنا.
لهذا كله نتوجه إليكم بهذه الصرخة العميقة لإنصافنا في حقنا.
وإلا، فعلى الحق والدنيا السلام.
Ali Sherif

No comments:

Post a Comment