المكان: بلدة اليمونة / البقاع
أيها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يشهد الله أني لا أتمكن من أن أصف شعوري في هذه اللحظات، نحن في اليمونة بين الأبطال ،الأبطال الذين عبروا قطار الزمن، الأبطال الذين قاسوا وعانوا المحن، الأبطال الذين حفظوا الأمانة وما وهنوا ولا تفرقوا..
نحن في اليمونة وبحضور نخبة من كبار القوم الذين تركوا قاعات راحتهم وعملهم وسعوا مشتاقين لهذا اللقاء، نحتفل في مدرسة بذكرى مولد الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري (عج)، ولا نكتفي بإحياء الذكرى بل نجسّد تقديسنا للذكرى بتكريس خط ذكرى الإمام، يعني خط الأمل والتهيؤ.. سوف نكرس هذه المفاهيم هذا اليوم بإذن الله فنحاول أن نهيئ طاقاتنا وجهودنا مع جهود أطفال هذه البلدة وقادتهم في رفع بيت الله وإكمال المسجد المكرم في هذه البلدة.. الأيام كما سمعتم أيام استقلال، والاستقلال كما نفهمه يتجاوز معناه السياسي ويشمل الاستقلال الاقتصادي والفكري والخلقي..
أيام مباركة وساعات مباركة، فلقائنا في ذهن الحلم المشرق، ويكون لي الشرف كل الشرف أن أقف في هذه الذكرى في مولد الإمام الثاني عشر، وكما تعلمون، فالإمام الثاني عشر إمام منتظر، نحن ننتظر ظهوره لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً مثلما ملئت ظلماً وجورا، والفكرة بصورة موجزة لا تختص بهذه الخارطة بل في كتب أحاديث المسلمين بجميع مذاهبهم، مئات وألوف الروايات تدل وتثبت أنّ النبي الأكرم (ص) قال: لو لم يبق من العالم إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من أهل بيتي بحمل اسمي ويكنى كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، الحديث متواتر عند جميع فرق المسلمين، رأي لا يختص بطائفة، الفكرة كانت ولا تزال عامة تشمل جميع مفاهيم الأئمة، انتظار المخلص وانتظار المنقذ وانتظار روح الحق هو المغزى، وانعقاد أمر ما موجود عند جميع الفرق والأديان والمتشرعين بالشرائع، ثم أنّ الفكرة تتجاوز النشاط الديني وتشمل النشاط العلمي أيضاً، فإذا لاحظنا سعي البشر في مختلف حدودهم وفي تنوع حقولهم (العلم، والأدب، والفلسفة، والتجارب الاجتماعية، وتجربة الأنظمة والقوانين..) نجد أنهم متحركون نحو الكمال ونحو الأفضل في جميع شؤون حياتهم.. صحيح أنّ الإنسان قد يخدَّر وينزل وينحرف، لكن هذه زلات في السير السياسي والفكر الصحيح..
الإنسانية تتكامل وتعلو وتتقدم نحو الأفضل، وهي مطمئنة بأن الأفضل ميسور لها، ولهذا تسعى لأجله، ولو كان البشر يعتقدون كما يقول البعض بأنّ الإنسان في تدهور وأنّ العالم بتأخّر أو أنّ الأمر نحو الأسوأ لما كانوا يشتغلون ويتحركون بأمل وبقوة وإيمان نحو المستقبل، فإذن العلم والوفاق (الواثق المنبثق من الحقول العلمية المختلفة) والأنظمة الاجتماعية والمساعي التي تبذل لأجل التجربة في الحقول الاجتماعية والعادات والقيم والأخلاق وجميع البشر وطاقاتهم وإمكاناتهم وكفاءاتهم في سبيل حياة سعيدة..
كما تعلمون في هذا الوقت وفي جميع الأنظمة قسم من طاقات البشر أو بتعبير اصح قسم قليل من طاقات البشر يُصرف في سبيل حياة البشر، والكثير من الطاقات والأفراد لايزالون خارج المسرح لا تُستعمل طاقاتهم في سبيل حياتهم البشرية وفي سعادة البشر، فكل واحد منا في أي حقل من الحقول البشرية يسعى ويقصد القمة، ما هي القمة؟، القمة أن يكون الإنسان (كل إنسان) بجميع طاقاته (ليس فقط طاقاته المادية أو الفكرية)، جميع طاقاته يمكن أن يستفاد منها، تبرز هذه الطاقات وتُستعمل في سبيل خير البشرية، لا شك أنّ هذا النظام كالحلم يراود مخيلة كل إنسان يعيش ويسعى للمستقبل الأفضل المثالي الذي كان يُحلم به من أيام أفلاطون وكان يسمى بالمدينة الفاضلة، هذا المستقبل وهذا المجتمع المثالي الذي يختلف في بنائه وتكوينه جميع أنواع البشر، هذا مستقبل ، هذا حلم كل إنسان وليس عقيدة الشيعة بالنسبة الى المهدي. الانتظار الواعي والمبكر لهذا المستقبل هو أمل ومستقبل الجميع، فإذاً لا أريد أن أدخل في تفاصيل هذه العقيدة بمقدار ما أريد أن أدخل الجانب التربوي من العقيدة، مع أنّني أعترف بأنّ فكرة انتظار الفرج تشوّهت عندنا وانحرفت في نفوسنا، فأصبحنا إتكاليين نترك العمل والسعي بانتظار مجيء صاحب العصر والزمان..
الحقيقة أنّ فكرة الانتظار لعبت دوراً كبيراً في حياة هذا المذهب، لأنّ الأمل هو الحياة بالمستقبل، الإنسان الذي يحد من المستقبل يعني وضع حائطاً بينه وبين المستقبل، الأمل هو طريق المستقبل، صلة الإنسان بالمستقبل، والذي يعرف الأمل جعل بينه وبين المستقبل سداً لا يمكن تجاوزه، فإذن اليأس يعني الجمود، والجمود حقيقة يعني الوقوف والموت لأن الحياة واستمرار الحياة يعني بقائي في اللحظة الثانية، يعني حركتي منذ اللحظة الأولى الى اللحظة الثانية، فالجمود يعني لا يوجد حركة، وإذا لا يوجد حركة يعني الموت، إذاً الأمل عبارة عن الطريق المفتوح، واليأس يعني الاستسلام بالوقت الحاضر، لا أقول الذي لا يعدّ للمستقبل يموت، الموت الطبيعي لا، يموت الموت الحقيقي، فإذن الأمل طريق المستقبل، فإذا وقفنا نخضع للحاضر، والخضوع للحاضر يعني ليس لدينا مستقبل، يعني نرضى بالأمر الواقع، ذبنا في حالنا ذوبان السكر في الماء، وإذا احترمنا أنفسنا فالأمل شرط البقاء، فقد مر علينا (التاريخ يكشف بوضوح) كما مر على كل أمة، مرّ علينا زمن وفترات طوية من المحن، ولولا الأمل بمجيء صاحب الزمان لكنّا متنا وذبنا، لكن أملنا بكلام رسول الله: لو لم يكن للعالم إلا يوم واحد لطوّل الله هذا اليوم حتى يأتي رجل، هذا الأمل.. وقد تكرس لأننا لا نشك بقول الرسول، فإذاً أملنا هو الذي أبقاه وهو الذي حفظنا..
أنتم تعلمون أنّه بعد ارتفاع المسيح الى السماء (أو بعد استشهاده ووفاته حسب اعتقاد المسيحيين)، بقي الأمل ببشارة المسيح حين يقول يأتي يوم الحق، هذا الذي يفسّره بروح القدس، ولو لم يكن هذا الأمل بالمستقبل لما كانوا يتمكنون من البقاء لأن الاضطهاد تجاوز حد الطاقة البشرية..
فإذاً الأمل نتيجة تربوية للانتظار، وقد أدى دوره الكبير في تاريخنا، وسوف يؤدي دوره بإذن الله في تاريخنا القادم..
النقطة الثانية: الانتظار، وليس الانتظار ترك السير للآخرين، هذا معناه عدم الانتظار، معناه الاستسلام، أي سوف نغرق بانتظار هجوم مفاجئ، يقال أننا بانتظار هجوم مفاجئ من العدو، نحن بالانتظار بما معناه أننا نأكل ونشرب ونروح ولا نبالي ولا نراقب؟ هذا ليس اسمه انتظار في اللغة العربية، الانتظار معناه انه نحن على استعداد، بأيادينا، بسيوفنا، من أجل هدفنا، نتدرب، نتحد، نهيئ أنفسنا، نضع نواطير، نضع مراقبين، نضع رادار، وسائل كشف، حتى نعرف متى يكون هذا الهجوم المفاجئ، هذا معنى الانتظار، والآن نحن بانتظار المهدي الذي سوف يملأ العالم قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، كم هو عظيم هذا الحلم؟ كم هو كبير هذا الهدف؟ المهدي وحده يريد أن يملأ العالم قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا، يعنى حدث ولا أكبر منه، نحن نريد أن ننصر المهدي على العالم بعرضه وطوله وفنّه وتدربه وقوته، نحن منتظرون، يعني نتهيأ للقيام بهذا الدور، وحينما يدعونا إليه، يعني عندما يرفع الصوت: "يا أيها الناس" نقول لبيك، نترك كل ما نملك، ونكون مستعدين، مثلما قلنا: أيدينا على سيوفنا، منتظرين، وإلا ما معنى الانتظار؟ الانتظار يعني التهيؤ، يعني التجنيد، يعني التدريب، يعني التهيؤ النفسي والفكري والروحي، التدريب الفني العسكري، وهكذا كانوا وكنا.. لا أذكر القصص لكن أنقل لكم كلاماً عن علي (ع): "الأماني غرور الأحمق"، الأحمق الذي ينتظر من دون تعب، الأحمق هو الذي ينتظر القوة والموت من دون تعب، الأماني غرور الأحمق، ماذا يوجد في الغرب؟ القلاع والمعسكرات والأبنية.
الصلاة التي فُرضت على المؤمنين كتاباً موقوتاً نجد فيها رعاية من الله، الصلاة في المساجد شيء مكتسب، وبالبيت شيء مكتسب، نجد في شروطها رعاية اجتماعية، أحد الموثوقين الكبار وكان اسمه محمد بن الأسد، هذا الرجل يقول: في صلاة المسلمين أعظم درس لحياتنا، يقول: الإنسان يجب أن يصلي وهو ساجد هادئ متوجه بقلبه الى الله، قاعد قرب الله، وإنّ الله يريد وأنت في صلاتك أن تكون متوجه الى الله بقلبك وتعمل وتقوم وتركع وتسجد حتى بقلب واحد، تتوجه بقلبك لله، قد تقوم بعمل ما (كلام أو مباهلة أو ركوع أو سجود) هل ستتمكن من الجمع بين العملين (مكان توجه القلب لله ومكان عمل الجسد)، الله يمرنك لتنسى مكان العمل، لماذا؟ وأنه بعد هذا التمرين حينما تموت أعطاك الدار الآخرة..
فإذاً الدين يمتلك جميع الشروط، وبعبارة موجزة وبعبارة واضحة: الدين شأنه في حياتنا شأن التنظيم..
أنت اليوم تشتري سيارة، فيأتي صاحب الشركة أو المسؤول عن الشركة أو صاحب السيارة ويعطيك تعديلات، يقول: أن لازم تجرّب وتمرّن هذه السيارة أكثر من 1000 كلم "روداج"، بعد ذلك يطلب منك أن تغيّر الزيت لأنك مشيت أكثر، واعمل ميكانيك، ويعطيك العافية، وبعد هذه الفترة تمشي على الجبل، هذا الشيء المعروف، ثم خلال استفادتك من هذه السيارة تراعي شؤون هذه السيارة، تغيّر الزيت، توقف السيارة، أقلع بسرعة.. هذه الأشياء والأمور أنت تريد أن تعرف أن تتعلم في هذه الفترة الصغيرة، لماذا هذا الرجل يريد أن يأمر علينا ويتحكم بنا؟ أنا حر.. حسناً، ماذا تريد؟ تأخذ السيارة وتذهب الى الجبل ، تأخذ السيارة ولا تصلحها؟، تخرب السيارة، من الخاسر؟ البائع أم الشاري؟ تخسر السيارة وقد تخسر عمرك، لا يوجد شيء، إذن هذه القوانين والتعاليم في الشركة تعطيك لنفسك، على أي أساس تعطي الشركة هذه التعاليم؟ بأي حق تعطي هذه التعاليم؟ بحق الخبرة وأنّ الصانع هو الذي يعلم، هو الذي وضع القوانين، هو لديه الخبرة، وهو الذي يعرف ماذا يوجد داخل السيارة "وخلفوا من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات".
إذا أردنا أن نعيش بشهواتنا وخلافاتنا وصعوباتنا ومبيعاتنا وفسادنا فهذا معناه أننا لا نستحق الحياة، محكومون بالموت..
الانتظار كان من نتائج هذه العقيدة بتاريخنا، فذكرى مولد صاحب الزمان في هذه البلدة الطيبة ذكرى الأمل والانتظار، وما أجمل اقتراب حفل ذكرى صاحب الزمان بإكمال المسجد، لأن المسجد كما سمعتم بدء الطريق، النقطة الأولى، هو الذي يكرّس الأمل ويهيئ الانتظار، المسجد أليس محلاً لعبادة الله، وعبادة الله تكرّس وتصون الإيمان، هذه نقطة بيننا.. هل يمكن لواحد أن يؤمن بقلبه ولا يمارس إيمانه في جسده؟ هذا لا يمكن، يعني واحد يريد أن يقول أنا مؤمن بقلبي ولكن بالخارج لا يمارس هل العمل، هذا يدل على وجود هذا الإيمان في قلبه؟ هذا مستحيل، ثم قال: هذه عاقبة الذين أساؤوا السوآى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون..
الإنسان الذي يريد أن يحتفل بالإمامة يجب أن يمارس إيمانه، وإلا البشر شيء واحد، الإنسان شيء واحد، وليس شيئان، الجسم لوحده والروح لوحدها، والجسم لا يستقل عن الروح، هذا مستحيل، العمل الخارجي ينعكس على العمل النفسي، والعكس بالعكس..
المشكلة اننا كنا مؤمنين، بعد ذلك ضعف هذا الإيمان ، بقي الهيكل، اسمي نفسي مؤمناً، ولكن في الحقيقة متى يبرز من الايمان حركة وحياة؟ ممكن نحكم ونحاكم أنفسنا ونأتي بيننا وبين وجداننا وربنا، فكل واحد منا اخبر بنفسه ،هل احدنا يتمكن ان يتوب؟ هذا الايمان الذي نتغنى به متى يظهر؟ متى يحكي؟ متى يأمر؟ متى ينهى؟ أم فقط مكتوب هنا مسلم ، حبر على ورق في الهويات، وحبر على ورق في القلوب فقط ! الإيمان الحي هو الإيمان الذي يحرك يدفع يقول يأمر ينهى، المسجد مكان العبادة، والعبادة تكريس للإيمان، والإيمان مبدأ ومنبع الأمل، واليأس هو موت، وجود اليأس كفر لماذا كفر؟ لان اليأس معناه عدم الإيمان بالحق، ان الإيمان بالله والله هو الحق والعدل والعلم وهو صاحب الأسماء الحسنى والأسماء العليا، فالإيمان بالله يتلازم بان نؤمن بأن العالم أيضاً عالم الحق والعدل والجمال لماذا؟ لان هذا العالم من صنع الله المهندس الخبير حينما يبني بناية بيني بناية فسيحة يبني بناية قائمة على اساس الخبرة والفن الموجود عنده فلهذا انت بإمكانك ان تعرف عن طريق البناء قوة المهندس فإذن الايمان بالله الحق يعني " وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين وما خلقناهما إلا بالحق" الإيمان بالله العادل يعني أن الأرض مبنية على أساس العلم ومع الجهل فلا يمكن السير هذه الارض إلا سير الأعمى والغريق ، الإيمان بالله العادل يعني ان الأرض مبنية على أساس العدل وهكذا فإذاً نحن نؤمن بالله ونرى أنفسنا على حق، معناه أن المستقبل لنا لماذا ؟ لان الكون قائم على أساس الحق والحق ينتصر لأنه من صميم الكون ومن قاعدة الحياة، ولهذا أخذنا هذه الآيات ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون كتبنا من الكتب السماوية القديمة الى اليوم ان الأرض يرثها عبادي الصالحون، اما غير الصالح هذا غريب في الكون وهذا أجنبي هذا دخول الشيء الغير مغذي في الجسد دخول بحصة في الجسد لا يسمح ينقل يتعب يزعج فيوجب المرض والجسد لا يتحمل يصارع يكافح يشتغل حتى يدفع ويرمى الى الخارج هذا هو الغريب الغير متناسب مع الجسد وهذا هو القول الله الحق والعدل العالم الباطن فيه غريب والجاهل فيه غريب والظالم فيه غريب والمنحرف فيه غريب والفوضوي فيه غريب وهكذا لا مجال على ارض الله للجاهل لا مكان في الأرض الله للظالم لا مكان له في بلاد الله للمنحرف والفوضوي لا يمكن، هؤلاء المواطنين غير صالحين والله لا يقبل أن يكونوا في أرضه يأتون ويذهبون "وعد الله الذين آمنوا منكم والذين عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " " ونريد ان نمن الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين " هذا السير العادل فإذاً المستقبل للحق فاذاً أنت قابل رأيك مرة نحن غير مؤمنين بخط إذا بالفعل نحن راغبين بالاستيلاء هل نحن على حق فهذا الإيمان يلتزم مع الإيمان بالنجاح فإذا الإيمان بالله متلازم للأمل ،واليأس كفر والمسجد يكرس الإيمان فاذاً يكرس الأمل وهكذا نرى الصلة الطيبة المتناسبة بين حفل ذكرى مولد صاحب الزمان ومولد الأمل مع بناء المسجد من الناحية الثانية الانتظار والتهيؤ وآسف على المسجد كيف كان وكيف صار المسجد كان محل للأطفال هل تعلمون لماذا يسمون المحراب محرابا؟ في المسجد يوجد محراب ليس كذلك المسيحيين يسمونه مذبح والله التذكير بهذه الشعارات يخجلنا محراب مذبح صليب شعار الصلب شعار الثار هل يمكن للمسيحي ان يتفاهم مع اليهودي؟ ممكن هذا الكلام في إسرائيل؟ هذا شعار الصلب لان المسيح لم يصلب الذين صلبوه مباشرة ام الذي امروا بصلبه لو وجدوا اليوم مسيحاً والف مسيحٍ لكانوا صلبوه ، فإذاً المحراب شعار المسجد وسيلة الحرب المذبح هذه الشعارات شعارات حية نابعة من اللازم ان نحكيها ونحملها الى عادات الجمود والوقوف وترك الدنيا والابتعاد عنها والانعزال عن العالم فبركة مصنع الرجال، المسجد يهيئ " خذوا زينتكم عن كل مسجد" الزينة معناه السلاح لانه لا زينة للرجل الا السلاح نتزين بالملابس والحرير نتزين بالكحل وتصفيف الشعر هذه زينة النساء ، ليس النساء المؤمنات بل نساء اللوحات ليس نساء الإنسان ، فاذا خذوا زينتكم عند كل مسجد ،المسجد محل للتجنيد محل للحركة محل للحياة محل للاندفاع محل للتحرر محل للانتظار ، فنحن نحي ذكرى صاحب العصر والزمان ذكرى الأمل الانتظار وسوف نكرس بإذن الله هذين الهدفين العظيمين الأمل والانتظار لبناء المسجد فما أحوجنا في هذا اليوم الى الامل والانتظار لأننا والمحن حاولت ان تأخذ من الأمل والانتظار وتصور ان كثر من الناس انقطعوا عن الأمل بالمستقبل يجب أن يعرفوا أن اليأس كفر فالمؤمن لا ييأس كيفما كان اليهود كم اضطهدوا كم سنة اضطهدوا كم مائة سنة اضطهدوا وكانوا منبوذين في كل مجتمعات العالم ولكن صمدوا وصبروا، والله ماذا قال لنا الذي يعمل يصل أي إنسان كان وأي أمة كانت، فإذاً لا موجب أن نفقد الأمل أمام العدو ومن كان وراء العدو من من الدول العالمية الكبرى في واقعة بدر المشركون كانوا يرفعون الشعارات وقسم منهم كان يرفع الشعار الصنم الذي يسمى هُبل فكانوا يرددون الأنشودة المعروفة أعلوا هبل والمسلمون أجابوا بأمر من النبي الله أعلى واجل ،الفئة الثانية كانوا يرفعون الصنم الثاني عزى وكانوا يقولون هذه عزى ولا عز لكم فالمسلمون أجابوا الله مولانا ولا مولى لكم لو كان لهم هُبل وعزى نحن لنا الله ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته قد نقف يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه الأمل بهذا الله العظيم الامل نحن لا نفقده ابداً ولن نفقد وقد مر علينا ظروف أظلم من هذا وما فقدنا الامل نحن اليوم بحاجة الى الامل والى الانتظار والتهيؤ كما سمعتم لا يمكن ان الله يقبل منا الانتظار بمعنى الاتكال والتواكل ولينصرن الله من ينصره ان الله عزيز من الذي ينصر الله الذين مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وعملوا الزكاة و أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر هؤلاء فما أحوجنا اليوم إلى الأمل والانتظار بوركتم يا أهل اليمونة وبوركت بيوتكم الاجلاء الأعزاء الأحياء وبوركت ذكرى ما أحوجنا الى درس معانيها والسلام عليكم ورحمة الله
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment